Now Reading
في جلسة «عن بُعد»: الفنون تكسر حصار «كورونا»

في جلسة «عن بُعد»: الفنون تكسر حصار «كورونا»

Avatar
في جلسة «عن بُعد»: الفنون تكسر حصار «كورونا»

أكّد مثقفون ومسؤولو مؤسسات ثقافية عالمية أن الأزمة التي يشهدها العالم حالياً جراء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تمثل نقطة تحول في كل المجالات، ومن بينها الثقافة والفنون، وستفرض تغيير كثير من المفاهيم والأوضاع السائدة، مؤكدين أن العالم سيحتاج إلى وقت طويل للتعافي من آثار هذه الأزمة، بعد أن ينحسر انتشار الفيروس، مشيدين بمبادرات كسر العزلة التي أطلقها فنانون ونجوم عالميون، وإحيائهم حفلات عبر الإنترنت، وكذلك إطلاق متاحف ومعارض أغلقت أبوابها جولات افتراضية تتيح للجمهور الاطلاع على مقتنياتها.

جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في تجربة بث مباشر حصري للقمّة الثقافية أبوظبي عبر «يوتيوب»، مساء أول من أمس، تحت عنوان «الثقافة ودورها في توحيد العالم في أوقات الأزمات».

وفي بداية الجلسة، قال رئيس الدائرة محمد خليفة المبارك، إن تأجيل القمة الثقافية أبوظبي، التي كان من المقرر عقدها في الفترة من الخامس إلى التاسع من أبريل الجاري، إلى العام المقبل، جاء نتيجة للظروف العالمية الراهنة، مشيراً إلى أن هذا القرار كان ضرورياً، وأضاف: «رغم افتقادنا تجمع العشرات من المشاركين من مختلف الجنسيات والثقافات في أبوظبي لتبادل الآراء والأفكار، إلا أنه بفضل التقنيات الحديثة نستطيع الآن أن نتحدث ويصل حديثنا للعالم أجمع».

وأعرب المبارك عن ثقته بقدرة العالم على تجاوز هذه المحنة عبر التكاتف والتعاون، لافتاً إلى حرص دولة الإمارات على الوقوف إلى جانب الدول الصديقة عبر إرسال شحنات من الأدوية والمواد الغذائية والمعدات الطبية اللازمة. وشدد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة والفنون في هذا الوقت، فهي تعني المقاومة والحياة والخيال والتواصل من أجل طرح الأسئلة، والبحث عن حلول مبتكرة ومبدعة. وأوضح أن الجلسة تناقش محورين رئيسين، الأول حول الوضع العالمي الحالي وأثره الكبير على الثقافة من زوايا اجتماعية واقتصادية ونفسية، والثاني يتناول كيفية اكتساب الثقافة مزيداً من المرونة، بحيث يمكن أن تواجه مختلف التحديات.

تحديات

استعرض المشاركون في الجلسة، وهم مساعد المدير العام للثقافة، منظمة اليونسكو، إرنيستو أوتون راميرز، وكبيرة القيّمين الفنيين بقسم «سامسونغ» للفن الآسيوي، كبيرة مستشاري «الفنون العالمية» في متحف ومنظمة سولومون آر غوغنهايم؛ أليكساندرا مونرو، ومديرة التعليم والمقتنيات في الأكاديمية الملكية للفنون؛ ريبيكا ليون، ورئيسة الاقتصاد الإبداعي بمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ماريسا هندرسون، ومحرر أول، ريادة الفكر لـ«ذي إيكونوميست» في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط ميلاني نورونها، الأوضاع الحالية في العالم، مشيرين إلى أن قطاع الثقافة والترفيه، مثل بقية القطاعات الأخرى، يشهد تحديات مادية، سواء على مستوى الفنانين أو المؤسسات، في ظل توقف العمل وإغلاق المؤسسات الثقافية والفنية كالمتاحف والمسارح أبوابها، وبات كثيرون من العاملين فيها يخشون فقدان أعمالهم، في الوقت الذي خسر فيه آلاف الفنانين المستقلين أو المتعاونين مع هذه المؤسسات مصدر دخلهم.

وأوضحوا أن الأزمة الحالية تختلف عن الأزمات العالمية السابقة، مثل أحداث 11 سبتمبر 2001، أو الأزمات الاقتصادية المختلفة، كونها أصابت العالم أجمع ولم تفرق بين دول نامية أو متطورة، ودول غنية أو فقيرة، كما أن آثارها امتدت لمختلف القطاعات، وستستمر لفترة طويلة، خصوصاً الآثار الاقتصادية.

دور لافت

رأى المشاركون في الجلسة أن الأحداث الحالية، رغم صعوبتها، إلا أن الفن كان له دور لافت فيها، ليس كصناعة ترفيه، ولكن وسيلة للتواصل والمقاومة والحفاظ على هوية المجتمع وكسر العزلة التي يشعر بها الأفراد والتخفيف من القلق الذي يشعرون به، مثل قيام العازفين بالعزف والغناء في الشُرفات خلال الحظر، وتجاوب الجمهور معهم، وكذلك اتجاه متاحف ومكتبات ومؤسسات ثقافية لإتاحة الفرصة للجمهور للتعرف الى ما تقدمه من عروض وما تضمه من مقتنيات عن بُعد عبر الإنترنت.

See Also
في النسخة السادسة من الجونة.. بشرى تتعرض للتشاؤم!

عروض موسيقية

أعقبت الجلسة، فقرة فنية، قدمت بعد إصلاح العطل الذي أصاب الصوت في الربع الأخير من الجلسة، وتضمنت عروضاً موسيقية من تنسيق بيركلي أبوظبي، قدم إحداها كاتب ومنتج الأغاني الأميركي الحاصل على جائزة غرامي ومرشّح لجائزة إيمي ديزموند تشايلد؛ بينما شهدت بقية العروض تعاوناً عن بُعد بين طلبة بيركلي بوسطن وبيركلي فالنسيا وبيركلي أبوظبي، منها العرض الموسيقي «من مكاني» من تأليف عازف الكمان الأردني يعرُب سميرات، بالتعاون مع خريجي معهد بيركلي فالنسيا، وعزف لأغنية «يا طير» للسيدة فيروز، بالتعاون عن بُعد بين مجموعة من خريجي كلية بيركلي للموسيقى الذين تنحدر أصولهم من بلدان الشرق الأوسط، بمن فيهم المديرة الفنية لبيركلي أبوظبي، ميساء قرعة، وهي مطربة وكاتبة أغانٍ مرشحة لجائزة غرامي. إلى جانب العرض الموسيقي «وين يو بيليف»، بالإضافة إلى تقديم ميساء قرعة وليلا، أداءً خاصاً لأغنية ويتني هيوستن وماريا كاري الشهيرة من الدراما الموسيقية المتحركة «أمير مصر».

دردشة مكتوبة

حظيت الجلسة التي استمرت ما يقارب الساعة، بمتابعة عدد كبير من المشاهدين الذين شاركوا، عبر خاصية الدردشة المكتوبة، في طرح التساؤلات والآراء حول الأوضاع الحالية، وكيفية الاستفادة منها في إكساب النشاط الثقافي حول العالم مزيداً من الفاعلية

في جلسة «عن بُعد»: الفنون تكسر حصار «كورونا»

© 2024 Artisita Magazine. All Rights Reserved.